مخلفات الحرب

ع. د. طفل في الخامسة من عمره، أصيب بصدمة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة وتوقف عن الكلام فقد كان يرفض التحدث مع أي شخص سواء كان في المنزل أو الروضة. في خلال جلسات السيكودراما المتضمنة في المشروع النفسي الاجتماعي لأطفال الرياض وأولياء أمورهم في قطاع غزة، لم يكن الطفل ع. د. يشارك في النشاطات أو يتحدث مع أقرانه، فحاولت كمنشط بشتى الطرق أن أجعله يشارك في النشاطات ولكنه كان يكتفي يشاهد. عندما بدأ عرض الدمى ( الأراجوز ) لاحظت أنه كان منجذبا إلى العرض وبدأ بالابتسام ولكن بدون أن ينبس ببنت شفة. وبعد ذلك عندما بدأ الأطفال بالرسم سألته إن كان يرغب بالرسم فرفض ولكن في منتصف النشاط أخذ بعض الألوان وبدأ بالرسم مع باقي الأطفال، تظاهرت بعدم الانتباه له ولكنني كنت أراقبه عن بعد وكان قد رسم الكثير من المنازل المدمرة والقوات المسلحة. رغم أن كل الأطفال تحدثوا عن رسوماتهم ولكنه بقي صامتا، وبعدها وزعت الهدايا على الأطفال لتشجيعهم على رسم المزيد ولأنهم قاموا برسم رسومات رائعة، وعندما سلمته هديته انتابت وجهه ملامح السعادة. في اليوم التالي جاءت جدة الطفل ع.د. وسألت عن المنشط محمود فذهبت لمقابلتها وعندها شكرتني وقالت لي أن ع. د. قد تحدث لأول مرة بعد الحرب وقد كان جل حديثه عن الهدية والقبعة التي استلمها وعن الألعاب والنشاطات التي مارسها مع أقرانه وعندما جاء ع.د. في اليوم التالي بدأ بالحديث معي ومن ثم تحدث مع جميع الأطفال وقام أيضا بكل النشاطات والألعاب. هذه القصة هي واحدة من الكثير من قصص النجاح التي حققها المشروع والتي تعكس أهمية هذه النشاطات بالنسبة للأطفال ومساهمتها في رفع الألم وتعزيز سلوكيات الأطفال.